مرض الوردية

مرض الوردية

يمثل مرض الوردية (Rosacea) مرض جلدي التهابي مزمن طويل الأمد، وهو اضطراب شائع يصيب حوالي 10% من السكان على مستوى العالم، ويتّسم المرض بظهور احمرار وطفح جلدي خاصة في منطقة الأنف والخدود، فما هي أسبابه؟ وكيف يتم تشخيصه وعلاجه؟ هذا ما سيُحدثنا عنه الدكتور حسين عضيبات استشاري أمراض الجلدية والتناسلية واستشاري أمراض جلدية أطفال في هذا المقال. [1]

أسباب مرض الوردية

حقيقةً فإن السبب الدقيق وراء الإصابة بمرض الوردية غير معروف، ويُعتقد بأن هذه الحالة ناجمة عن مزيج من العوامل الوراثية والبيئية، مع وجود بعض المُحفزات التي تُعزز ظهور أعراض المرض، ويمكن بيان ذلك على النحو الآتي: [2]

التغيرات الوعائية و الالتهابية

والتي تتضمن ما يلي:

  • توسع الشعيرات: بحيث تبدو الأوعية الدموية الصغيرة القريبة من سطح الجلد أكثر وضوحًا وبروزًا.
  • التهاب الأوعية الدموية العصبية: والذي يتمثل بوجود خلل في الجهاز العصبي والجهاز المناعي، بما يُحفز حدوث استجابة التهابية وتوسع الشعيرات الدموية.

العدوى

أثبتت بعض الدراسات ارتباط أشكال معينة من العدوى بالإصابة بالوردية؛ ومنها: عدوى بكتيريا الهليكوباكتر بيلوري (H.pylori) التي تصيب الجهاز الهضمي، أو عدوى الدويدية الجريبية (Demodex folliculorum).

اضطرابات صحية أخرى

ترتبط الوردية بعدد من الأمراض الالتهابية الجهازية التي تؤدي الإصابة بها إلى زيادة فرص الإصابة بالوردية؛ ومنها: مرض التهاب الأمعاء (IBD)، ومرض السكري، والاكتئاب، والصداع النصفي، وأمراض القلب، والروماتيزم.

العوامل الوراثية والجينية

يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بالوردية إذا كان أحد أفراد عائلته مُصاباً بهذا الاضطراب، وقد أثبتت بعض دراسات أنّ وجود جينات معينة قد يرتبط بالوردية.

المحفزات الشائعة

هناك عوامل من شأنها أن تحفز ظهور أعراض مرض الوردية، والتي نذكر من أبرزها ما يلي:

  • التعرض لأشعة الشمس.
  • شرب الكحول.
  • التدخين أو التعرض لدخان سجائر الآخرين.
  • تناول الأطعمة الحارة.
  • التعرض للتوتر والضغوط النفسية.
  • استخدام أنواع معينة من المستحضرات أو الكريمات أو الصابون.
  • إصابة الجلد بالتهاب أو عدوى.

أعراض مرض الوردية

على الرغم من أن الوردية مرض مزمن؛ إلا أنّ أعراضها تظهر في الغالب على شكل نوبات، بمعنى تكون هناك فترات مرضية بلا أي أعراض، في حين أن هناك فترات تبدو فيها الأعراض أكثر وضوحًا، وبشكلٍ عام تشمل أعراض الوردية ما يلي: [3] [4]

  • احمرار الوجه؛ تحديداً منطقة الأنف والخدين والجبهة والذقن والرقبة والصدر، وقد يتحول الجلد المحمر إلى خشن ومتقشر في بعض الحالات، وقد يكون ذلك ظاهر بشكلٍ أكثر وضوحًا في منطقة الأنف نظرًا لأنه يظهر بمظهرٍ أكبر حجمًا.
  • ظهور خطوط حمراء رفيعة على الخدين والأنف.
  • ظهور نتوءات وبثور حمراء أو مليئة بالقيح تشبه حب الشباب.
  • الشعور بالدفء أو الحرارة أو الألم أو الوخز أو الحرق في المناطق التي تأثرت بالاحمرار.
  • تهيج العيون؛ بحيث تصبح العيون مؤلمة أو محمرة أو مثيرة للحكة أو دامعة أو جافة أو منتفخة، وقد يشعر المريض وكأنّ هناك شيء ما في عينيه (كرمش العين مثلاً).

في العديد من الحالات يكون ظهور أعراض المرض تدريجياً وتقدميًا؛ بمعنى أن الأمر يبدأ باحمرار مؤقت في الأنف والخدين، ويلي ذلك أن يُصبح الاحمرار طويل الأمد، ثم يظهر طفح جلدي وأوعية دموية صغيرة تحت الجلد لتزداد سماكتها وصلابتها إذا تُركت دون علاج، وقد تمتد الأعراض لتؤثر على مناطق أوسع من الوجه والرقبة والصدر.

تشخيص مرض الوردية

حقيقةً لا يوجد فحص معين يمكن القيام به لتأكيد تشخيص مرض الوردية، وغالباً ما يعتمد الأطباء في تشخيصهم للمرض على مظهر الجلد والعيون إلى جانب أخذ التاريخ الصحي الشخصي والعائلي، كما قد يُجري الطبيب فحوصاتٍ أخرى لاستبعاد الإصابة بالحالات المرضية الأخرى التي تشبه الوردية. [7]

اقرأ أيضًا: علاج الثعلبة

علاج مرض الوردية

لا يوجد علاج تام لمرض الوردية، وتهدف العلاجات المتوفرة إلى تحسين مظهر الأعراض وتخفيفها، بما يحد من تأثير المرض في الأشخاص، مع الأخذ بالاعتبار بأن نتائج العلاج لن تكون فورية وإنما تدريجية؛ وسيستغرق الأمر في الغالب 3 أشهر أو أكثر لتبدو النتائج أكثر وضوحًا. [5]

قد تتضمن الخطة العلاجية لمرض الوردية ما يلي: [5] [6]

الأدوية الموضعية

ويتم وصفها كخيار أول خاصة في الحالات الخفيفة من الوردية، ونذكر منها ما يلي:

  • الجل أو الكريمات أو المراهم التي تحتوي على مضادات حيوية أو مضادات الطفيليات أو مضيقات للأوعية الدموية، والتي تهدف إلى تخفيف الاحمرار والطفح الجلدي، ومن الأمثلة على ذلك:
    • بريمونيدين (Brimonidine).
    • أوكسي ميتازولين (Oxymetazoline).
    • حمض الأزيليك (أAzelaic acid).
    • ميترونيدازول (Metronidazole).
    • إيفرمكتين (Ivermectin).
  • قطرات أو مراهم العين المرطبة التي تحتوي على مضادات حيوية أو أدوية مثبطة للمناعة، والتي توصف لعلاج تهيج العيون.

الأدوية الفموية

ويتم وصفها في حال لم تُجدي الأدوية الموضعية فعالية، أو في حالات الوردية المتوسطة إلى الشديدة، وقد تتضمن ما يلي:

  • المضادات الحيوية الفموية، والتي توصف لحالات الوردية الأكثر شدة والمصحوبة بظهور نتوءات وبثور، ومن أبرز الأمثلة عليها: دوكسيسيكلين (Doxycycline).
  • الرتينويدات؛ مثل: ايزوتريتينوين (Isotretinoin)، وهو يمثل أحد أبرز أدوية حب الشباب الفموية، والذي يُساعد على تخفيف نتوءات الوردية.

العلاج بالليزر

وتهدف هذه العلاجات إلى تحفيز انقباض الأوعية الدموية، مما يجعلها أقل وضوحًا وتحسين مظهرها، ويُجرى على شكل جلسات علاجية تستهدف الأوعية المرئية، ويستلزم الأمر الخضوع لعدة جلسات حتى تُصبح النتائج واضحة ومستمرة.

الجراحة

وتظهر هناك حاجة للجراحة باستخدام مشرط أو أدوات كشط خاصة بهدف إزالة الجلد السميك الذي صاحب الإصابة بمرض الوردية.

هل يمكن الوقاية من مرض الوردية؟

حقيقةً لا يمكن تحقيق الوقاية التامة من مرض الوردية نظرًا لأنه لا يُمكن تحديد الأسباب بدقة، ولكن يمكن تقليل خطر الإصابة بالحالة أو تطور وتفاقم أعراضها من خلال تجنب محفزات المرض، وقد يتضمن ذلك ما يلي: [7] [8]

  • استخدام واقي شمس مناسب عند الخروج من المنزل، مع تكرار تطبيقه على البشرة عدة مرات خلال اليوم.
  • ارتداء ملابس وإكسسوارات واقية من الأشعة فوق البنفسجية لتغطية البشرة وحمايتها من أشعة الشمس.
  • تجنب التعرض للضغوط النفسية والتوتر، وممارسة الاسترخاء واليوغا للتعامل مع الحالة.
  • تجنب التعرض للحرارة الشديدة؛ ويتضمن ذلك أخذ حمام فاتر بدل ساخن، ووضع منشفة مغمورة بالماء البارد ولفّها حول الرقبة أثناء ممارسة الرياضة.
  • استخدام منتجات عناية بالبشرة لطيفة وذات تركيبات خفيفة خالية من العطور والمواد القاسية على البشرة.
  • تجنب الأطعمة الغنية بالتوابل والبهارات.
  • امتنع عن شرب الكحول.

اقرأ أيضًا: علاج الوردية نهائيًا: هل هو ممكن؟

المراجع:

  1. Rosacea: Epidemiology, pathogenesis, and treatment. (n.d.). https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5821167/
  2. Moawad, H. (2023, July 8). Causes and Risk Factors of Rosacea. Verywell Health. https://www.verywellhealth.com/rosacea-causes-4801729
  3. Branch, N. S. C. A. O. (2023, July 27). Rosacea. National Institute of Arthritis and Musculoskeletal and Skin Diseases. https://www.niams.nih.gov/health-topics/rosacea
  4. Website, N. (2023, May 17). Rosacea. nhs.uk. https://www.nhs.uk/conditions/rosacea/
  5. Branch, N. S. C. A. O. (2023, July 27). Rosacea. National Institute of Arthritis and Musculoskeletal and Skin Diseases. https://www.niams.nih.gov/health-topics/rosacea/diagnosis-treatment-and-steps-to-take
  6. Rosacea – Diagnosis and treatment – Mayo Clinic. (2023, October 17). https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/rosacea/diagnosis-treatment/drc-20353820
  7. Professional, C. C. M. (n.d.). Rosacea. Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/12174-rosacea#diagnosis-and-tests

8 tips to help prevent rosacea flare-ups. (n.d.). https://www.aad.org/news/prevent-rosacea-flareups

Tags: No tags

Comments are closed.