مرض الزهري هو مرض معدي يسببه نوع من البكتيريا. تنتقل العدوى غالبًا عبر الاتصال الجنسي، حيث يبدأ المرض بظهور قرحة غالبًا ما تكون غير مؤلمة وتظهر عادة على الأعضاء التناسلية أو في منطقة المستقيم أو الفم. يتم انتقال داء الزُّهري من شخص لآخر من خلال ملامسة هذه القروح بشكل مباشر. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن ينتقل المرض إلى الجنين أثناء الحمل أو عند الولادة، وأحيانًا قد يحدث انتقال عبر الرضاعة الطبيعية.
في هذا المقال، يوضح الدكتور حسين عضيبات استشاري أمراض الجلدية والتناسلية واستشاري أمراض الجلدية للأطفال مراحل مرض الزهري وطرق علاجه.
مراحل مرض الزهري
داء الزُهري يتطور عبر مجموعة من المراحل، حيث تختلف الأعراض من مرحلة إلى أخرى. لكن قد تتداخل هذه المراحل. ولا تظهر الأعراض دائمًا بالتسلسل المعتاد، مما يعني أنك قد تكون مصابًا بالبكتيريا المسببة للمرض دون أن تلاحظ أي أعراض لسنوات طويلة.
تتضمن مراحل مرض الزهري كل مما يلي:
المرحلة الأولية من داء الزُهري
في هذه المرحلة تبدأ الأعراض الأولى لمرض الزُهري بظهور قرحة صغيرة. غالبًا ما تكون غير مؤلمة. غالبًا ما يعاني معظم الأشخاص المصابين بداء الزُهري من قرحة واحدة فقط، لكن بعض الأفراد قد يصابون بعدة قُرح.
عادةً ما تظهر هذه القرحة بعد حوالي ثلاثة أسابيع من التعرض للبكتيريا، وقد لا يلاحظها معظم المصابين نظرًا لأنها غير مؤلمة وعادة ما تكون مخفية داخل المهبل أو المستقيم. عادةً ما تلتئم هذه القرحة بشكل تلقائي في غضون ثلاثة إلى ستة أسابيع.
المرحلة الثانية
عادةً ما تبدأ هذه المرحلة بعد ستة أسابيع إلى ستة أشهر من شفاء القرحة الأولى. في هذه المرحلة، يعاني المرضى من ظهور طفح جلدي زهري اللون على راحتي اليدين وباطني القدمين. قد تشمل الأعراض أيضًا ظهور:
- قُرح تشبه الثآليل على المنطقة التناسلية أو في الفم.
- بقع بيضاء في الفم.
- فقدان الوزن.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- تورم الغدد الليمفاوية.
- التهاب الحلق.
على غرار المرحلة الأولى، قد تزول هذه الأعراض تلقائيًا حتى بدون علاج. وقد تظهر وتختفي لعدة أشهر أو سنوات.
المرحلة الثالثة
في هذه المرحلة، يكون المرض في حالة خمول ولا يظهر أي أعراض أو علامات تشير إلى وجود داء الزهري.
المرحلة الرابعة
في المرحلة الرابعة، يتقدم المرض بسبب عدم العلاج، مما يؤدي إلى ظهور مضاعفات خطيرة تشمل مشكلات صحية في القلب والأعصاب والدماغ. قد تشمل هذه المضاعفات الشلل، الخرف، العمى، الصمم، أو العجز الجنسي في بعض الحالات.
قد يهمك أيضًا: ما هو علاج فيروس الفم واليد والقدم؟
ما هي أسباب مرض الزهري؟
داء الزُهري ينتج عن نوع من البكتيريا يُعرف بالبكتيريا اللولبية الشاحبة. ينتشر المرض غالباً من خلال ملامسة قروح الأشخاص المصابين أثناء الجماع المهبلي.
تدخل البكتيريا إلى الجسم من خلال جروح أو خدوش طفيفة على الجلد أو الأغشية المخاطية الرطبة في مناطق مختلفة من الجسم.
تُعتبر مراحل المرض الأولية والثانوية معدية، وقد يكون المرض معديًا أيضاً في بداية المرحلة الثالثة التي تحدث خلال السنة الأولى من العدوى.
لا ينتشر داء الزُهري من خلال ملامسة غير مباشرة للأشياء التي لمسها شخص مصاب مثل المرحاض، حوض الاستحمام، الملابس، أدوات الطعام، مقابض الأبواب، المسابح، أو الأحواض الساخنة.
بمجرد علاج داء الزُهري، لا يعود المرض تلقائيًا، لكن يمكن الإصابة به مجددًا عند التعرض لملامسة قروح داء الزُهري لدى شخص مصاب.
إلى متى يبقى المرض معديًّا؟
حتى في حال عدم ظهور أعراض داء الزُهري مثل القرحة أو الطفح الجلدي، يمكن أن تبقى العدوى نشطة في جسمك حتى تتلقى العلاج بالمضادات الحيوية. إذا كنت مصاباً بالزهري ولم تبدأ في العلاج، فإنك تظل معديًا بغض النظر عن وجود أعراض أم لا. إذا لاحظت أعراض العدوى أو كنت تشك في تعرضك للعدوى، ينبغي عليك مراجعة الطبيب فورًا للحصول على العلاج المناسب فوراً.
ما الذي يحدث في حال عدم تلقي العلاج؟
إذا لم تتلقَ العلاج المناسب، قد يتسبب مرض الزهري في مجموعة من المضاعفات التي تؤثر على مختلف أجزاء الجسم:
- نتوءات صغيرة: يمكن أن تنمو نتوءات صغيرة على الجلد أو العظام أو الأعضاء. يمكن أن تدمر الأنسجة المحيطة بها.
- مشاكل في الجهاز العصبي: قد يعاني المريض من الصداع، السكتة الدماغية، تلف في الدماغ، الشلل، اضطرابات في المثانة، أو صعوبات في الانتصاب.
- مشاكل القلب والأوعية الدموية: يمكن أن يؤدي المرض إلى تلف صمامات القلب، تمدد الأوعية الدموية، أو التهاب الشريان الأورطي، الذي ينقل الأكسجين والمواد الغذائية إلى جميع أنحاء الجسم.
- مشاكل أثناء الحمل والولادة: إذا كنت حاملاً، يمكن أن ينتقل المرض إلى جنينك، مما قد يؤدي إلى الإجهاض، أو ولادة جنين ميت، أو وفاة الطفل بعد الولادة.
اقرأ أيضًا: علاج الفطريات الجلدية
التشخيص
يمكن الكشف عن الإصابة بداء الزُّهري عن طريق إجراء الفحوصات التالية:
فحص الدم
اختبارات الدم يمكن أن تؤكد وجود بروتينات تُسمى الأجسام المضادة. يقوم الجهاز المناعي بإنتاجها لمحاربة العَدوى. تبقى الأجسام المضادة للبكتيريا المسببة لداء الزُّهري في الجسم لسنوات. لذلك يمكن استخدام اختبارات الدم للكشف عن عَدوى حالية أو سابقة.
أخذ سائل من إحدى القُرح
حيثُ يتم إرسال هذه العينة للمختبر لفحص هذا السائل تحت المجهر للتأكد من أن داء الزُّهري هو سبب القرحة.
طرق علاج مرض الزهري
يمكن معالجة مرض الزهري بفعالية إذا تم تشخيصه وعلاجه في وقت مبكر. يعتبر البنسلين هو المضاد الحيوي الرئيسي المستخدم في علاج داء الزهري، نظرًا لأنه فعال ضد البكتيريا المسببة للمرض. من الضروري إكمال دورة العلاج كما يصفها الطبيب، حتى وإن اختفت الأعراض.
أما للأشخاص الذين يُعانون من حساسية اتجاه البنسلين فقد يقترح الطبيب مضادًا حيويًّا آخر.
ينبغي تجنب الجماع حتى يتم التأكد من القضاء الكامل على العدوى. بعض المرضى قد يعانون من رد فعل مناعي يُعرف برد فعل جاريش-هريكسايمر بعد بدء العلاج، والذي قد يتضمن أعراضًا مثل:
- الحمى والقشعريرة.
- الصداع.
- اضطراب المعدة.
- الطفح الجلدي.
- آلام المفاصل والعضلات.
عادةً ما تزول هذه الأعراض في غضون 24 ساعة.
المراجع:
- Syphilis. (2024, June 13). Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/4622-syphilis/
- Syphilis – Symptoms and causes – Mayo Clinic. (2024, July 20). Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/syphilis/symptoms-causes/syc-2035176
- Schwartz, A. A. (2024b, February 18). Syphilis. WebMD. https://www.webmd.com/sexual-conditions/syphilis