ماذا تعرف عن الصدفية

الصدفية

الصدفية تعتبر من المشاكل الجلدية الشائعة وطويلة الأمد (المزمنة) كما أنها تصنف من الأمراض المناعية، يُمكن أن تسبب طفحًا جلديًا وبقعًا قشرية تظهر غالبًا على الركبتين والمرفقين وجذع الجسم وفروة الرأس وتكون مثيرة للحكة.[1]

وعلى الرغم من انّ هذه الحالة طويلة الأمد  إلا أنه يتوفر العديد من العلاجات الفعّالة التي تُساعد على تخفيف الأعراض، وتحسين جودة الحياة،[1] سيوضح لنا الدكتور حسين عضيبات استشاري أمراض الجلدية والتناسلية وأمراض جلدية أطفال فيما يلي عن الصدفية.

أنواع الصدفية

هناك أنواع مختلفة من الصدفية، بما في ذلك:[1]

الصدفية اللويحية

وهي النوع الأكثر شيوعًا، ويظهر على شكل بقع حمراء مرتفعة من الجلد مغطاة بقشور بيضاء مائلة للون الفضي.

تتطور البقع عادة بنمط متماثل على الجسم وتميل إلى الظهور على فروة الرأس والجذع والأطراف، وخاصة المرفقين والركبتين.

الصدفية النقطية

يظهر هذا النوع بشكلٍ شائع عند الأطفال أو الشباب، عادًة على الجذع أو الأطراف ويبدو على شكل نقاط حمراء صغيرة.

غالبًا ما يظهر هذا النوع بسبب عدوى الجهاز التنفسي العلوي، مثل التهاب الحلق.

الصدفية البثرية

يظهر هذا النوع من الصدفية على شكل نتوءات مليئة بالقيح محاطة بجلد أحمر، وعادة ما تؤثر على اليدين والقدمين، ولكن هناك شكل يغطي معظم الجسم.

يمكن أن تنجم الأعراض كأثر جانبي لبعض الأدوية أو العدوى أو التوتر أو بعض المواد الكيميائية.

الصدفية العكسية

يظهر هذا الشكل على شكل بقع حمراء ناعمة في ثنايا الجلد، مثل تحت الثديين أو في الفخذ أو الإبطين، وتجدر الإشارة إلى أن احتكاك الجلد ببعضه والتعرق يُمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأعراض.

الصدفية المحمِّرة للجلد

وهي من الأنواع النادرة ولكنها تعتبر حادة، تتميز بجلد أحمر متقشر في معظم أنحاء الجسم، وغالبًا ما تتطور لدى الأشخاص الذين يعانون من نوع مختلف من الصدفية التي لا يمكن السيطرة عليها بشكل جيد، ويمكن أن تكون خطيرة للغاية.

يمكن أن يكون سببها حروق الشمس الشديدة أو تناول بعض الأدوية، مثل الكورتيزون.

صدفية الأظافر

يؤثر هذا النوع من الصدفية على أظافر اليدين والقدمين، وتؤدي إلى التغيرات التالية:

  • ظهور حُفَر صغيرة في الأظافر، إلى جانب تغير لونها ونموها بشكل غير طبيعي.
  • تصبح الأظافر هشة ومنفصلة عن قاعدة الظفر.
  • تفتت الظفر في الحالات الشديدة

أسباب الصدفية

من غير معروف إلى الآن السبب الرئيسي وراء الإصابة بالصدفية، ولكن يعتقد العلماء بأنها ناجمة عن مشاكل في الجهاز المناعي تسبب نمو خلايا الجلد بشكلٍ أسرع من المعتاد، ففي الوضع الطبيعي تُستبدل خلايا الجلد كل 10-30 يومًا، بينما في الصدفية، تنمو خلايا جديدة كل 3-4 أيام.[2]

عوامل الخطورة

في بعض الأحيان قد لا تظهر الأعراض على العديد من الأشخاص المعرضين للإصابة بالصدفية لسنوات حتى يتم التعرّض لبعض العوامل البيئية أو الوراثية،[3] حيثُ تتضمن العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة ما يلي:[3]  [4] 

العامل الوراثي

حيثُ قد يرث بعض الأشخاص الجينات التي تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالصدفية، فعلى سبيل المثال إذا كان أحد أفراد العائلة من الدرجة الأولى مُصابًا بالصدفية فقد تزيد احتمالية الإصابة بها.

السمنة

تشير إحدى الدراسات إلى أن السمنة تعتبر عامل خطر كبير للإصابة بالصدفية، غالبًا الصدفية المعكوسة، وهي النوع الذي يتطور في ثنايا الجلد (بما في ذلك الإبطين، تحت الثديين، بين الأرداف، أو في ثنيات الفخذ أو البطن).

التدخين

لا تقتصر آثار التدخين على الرئتين فقط بل يُمكن أن يؤثر على الجسم عامًّة، كما أنّه قد يزيد أيضًا من خطر الإصابة بالصدفية. 

الإجهاد النفسي

الضغوطات النفسية لها تأثير كبير على الجهاز المناعي ويمكن أن تلعب دورًا مهمًا في تطور مرض الصدفية.

ومن ناحيةٍ أخرى، يمكن أن تؤدي نوبات الصدفية الحادة إلى التوتر وتزيد من سوء الحالة.

التعرّض للطقس البارد

غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بالصدفية من نوبات خلال أشهر الشتاء أو عندما يتعرضون لمناخًا باردًا وجافًا.

إذ يُمكن أن تؤدي درجات الحرارة الباردة إلى جفاف الجلد وبالتالي المعاناة من الصدفية

عوامل أخرى قد تزيد من خطر الإصابة بالصدفية

وتشمل كل مما يلي:

  • الإصابة ببعض حالات العدوى، مثل التهاب الحلق العقدي أو حالات العدوى الجلدية.
  • التعرّض للأجواء الباردة والجافة.
  • إصابات الجلد، مثل: حروق الشمس الشديدة أو الجروح أو الخدوش أو لدغات الحشرات.
  • الإفراط في شُرب الكحوليات.
  • أثر جانبي لبعض الأدوية، من بينها الليثيوم وأدوية ارتفاع ضغط الدم والأدوية المضادة للملاريا.
  • التوقف المفاجئ عن الكورتيزون سواء عن طريق الفم أو الحقن.

اقرأ أيضًا: النخالة الوردية.

التشخيص 

يقوم الطبيب بتشخيص الصدفية بواسطة الاختبارات التالية:[5]

الفحص البدني

يمكن لمعظم الأطباء تشخيص الحالة من خلال إجراء فحص جسدي بسيط، إذ عادًة ما تكون أعراض الصدفية واضحة ويسهل تمييزها عن الحالات الأخرى التي قد تسبب أعراضًا مشابهة.

الخزعة

في حال كانت الأعراض غير واضحة فقد يوصي الطبيب بأخذ عينة صغيرة من المنطقة المستهدفة، ويُسمى هذا الإجراء بالخزعة.

بعد أن يتم أخذ عينة يتم إرسالها إلى المختبر لفحصها تحت المجهر، وقد يُتيح ذلك للطبيب تشخيص نوع الصدفية التي يُعاني منها المريض، ويمكنه أيضًا استبعاد الاضطرابات أو العدوى المحتملة الأخرى.

علاج الصدفية

كما ذكرنا سابقًا تعتبر الصدفية من الأمراض المزمنة والتي قد تظهر على شكل نوبات يُمكن أن تهدأ وتختفي في فترات معينة، وقد تُعاود الظهور في فترات أخرى، ويوجد عدة خيارات علاجية تتضمن ما يلي:

العلاج الموضعي

وهو الخيار العلاجي الأول للصدفية، خاصًة في الحالات الخفيفة إلى متوسطة، قد تحتاج إلى ما يصل إلى 6 أسابيع حتى يظهر تأثيرها الملحوظ يتضمن استخدام العديد من العلاجات الموضعية للسيطرة على الأعراض، ومنها:[6]

المطرِّيات

تُساعد على ترطيب الجلد من خلال منع فقدان الماء، كما تعمل على تقليل الحكة والقشور. 

تتوفر المطريات على شكل مجموعة واسعة من المنتجات ويمكن شراؤها بدون وصفة طبية من صيدلية أو قد يصفها الطبيب.

كريمات أو مراهم الكورتيزون

تُستخدم بشكل شائع لعلاج الصدفية الخفيفة إلى المتوسطة في معظم مناطق الجسم، من خلال تقليل الالتهاب، يوصى باستخدامها بعد استشارة الطبيب لأنّ الإفراط في استخدامها يمكن أن يؤدي إلى ترقق الجلد.

نظائر فيتامين د

تعمل على إبطاء نمو خلايا الجلد، يمكن استخدامها بمفردها كبديل عن الكورتيزون، أو قد يوصى باستخدامها إلى جانب الكورتيزون، لعلاج الصدفية الخفيفة إلى المتوسطة التي تؤثر على مناطق مثل الأطراف أو الجذع أو فروة الرأس.

مثبطات الكالسينيورين

تتوفر على شكل مراهم أو كريمات تقلل من نشاط الجهاز المناعي وتساعد على تقليل الالتهاب، يتم استخدامها أحيانًا لعلاج الصدفية التي تؤثر على المناطق الحساسة، مثل الوجه والأعضاء التناسلية وطيات الجلد، إذا لم تكن كريمات الكورتيزون فعالة.

قطران الفحم

يمكن أن يقلل من القشور والالتهاب والحكة، وقد يصفه الطبيب لعلاج الصدفية التي تؤثر على الأطراف أو الجذع أو فروة الرأس إذا لم تكن العلاجات الموضعية الأخرى فعالة.

ديثرانول

ثبت أنه فعال في قمع إنتاج خلايا الجلد وله آثار جانبية قليلة، يتم استخدامه عادة كعلاج قصير الأمد، تحت إشراف الطبيب، لعلاج الصدفية التي تؤثر على الأطراف أو الجذع.

العلاجات الأخرى

إذا لم تنجح العلاجات السابقة في تخفيف الأعراض فقد يوصي الطبيب بما يلي:[7]

العلاج بالضوء

وهو الخيار العلاجي الأول للصدفية المتوسطة إلى الشديدة، وعادًة ما يُستخدم إلى جانب العلاجات الأخرى، ومن الأمثلة على العلاج بالضوء ما يلي:

  • العلاج بالضوء فوق البنفسجي (UVB).
  • العلاج الضوئي الكيميائي (PUVA)
  • العلاج الضوئي المستهدف.
  • ليزر إكسيمر (Excimer laser).

اقرأ أيضًا: العلاج الضوئي: متى يتم اللجوء إليه؟

العلاج بالأدوية الفموية

تتطلب الصدفية المتوسطة إلى الشديدة العلاج بالأدوية الفموية مع العلاج بالضوء، ومنها:

  • الميثوتريكسيت (Methotrexate)
  • السيكلوسبورين (Ciclosporin)
  • الأسيتريتين (Acitretin)

العلاج البيولوجي

العلاج البيولوجي يعتبر مخصص للصدفية الشديدة والتهاب المفاصل الصدفي الذي فشل في الاستجابة للعلاج الجهازي التقليدي.

المصادر:

  1. Branch, N. S. C. A. O. (2023, December 15). Psoriasis. National Institute of Arthritis and Musculoskeletal and Skin Diseases. https://www.niams.nih.gov/health-topics/psoriasis#:~:text
  2. Shaban, D. (2001, December 2). Psoriasis: Symptoms, Causes, Treatment. WebMD. https://www.webmd.com/skin-problems-and-treatments/psoriasis/understanding-psoriasis-basics#1-4
  3. Psoriasis – Symptoms and causes – Mayo Clinic. (2022, October 8). Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/psoriasis/symptoms-causes/syc-20355840
  4. Brannon, H. L. (2021, August 5). Causes and Risk Factors of Psoriasis. Verywell Health. https://www.verywellhealth.com/what-causes-psoriasis-1069499#toc-risk-factors
  5. Holland, K. (2023, November 9). Everything You Need to Know About Psoriasis. Healthline. https://www.healthline.com/health/psoriasis#diagnosis
  6. Website, N. (2023, September 25). Treatment. nhs.uk. https://www.nhs.uk/conditions/psoriasis/treatment/
  7. Psoriasis: Symptoms, Treatment, Images and More – DermNet. (n.d.). https://dermnetnz.org/topics/psoriasis
Tags: No tags

Comments are closed.